كيف نحب الصلاة ؟
أخوتى اننا كثيرا ما سمعنا عن أمور بدت لنا من العجائب
اذا سمعنا عن حال سلفنا مع الله ظننا أنهم ليسوا ببشر
أو أننا اذا لسنا ببشر....
فإذا نظرنا الى حالهم فى الصلاة وحالنا لتسألنا...
رسول الله يقول (جعلت قرة عينى فى الصلاة)
وكان يقول لسيدنا بلال (أرحنا بها يابلال)
فكانت راحته فى الصلاة..
وسلفنا اذا نظرنا اليهم لوجدنا أنه كان من دعاء أحدهم اللهم ان كنت كتبت على أحد أن يصلى فى قبره فأجعلنى من أصلى فى قبرى...
يااه الى هذا الحد يحب الصلاة ويجد راحته فيها حتى أنه يريد أن يصلى فى قبره....
ولكن كيف شعروا بهذه اللذة ؟ولم لم نشعر بها؟
ألسنا نصلى كما يصلون؟؟؟؟؟
واننى من خلال تلك السطور سأحاول أن ننظر للصلاة وكيف تقربنا الى الله،وان شاء الله نشعر بهذه اللذة...
أولا حينما يؤذن للصلاة ونسمع الاذان ونردد.
الله أكبر الله أكبر...نقول بكل ايمان وبقلوبنا قبل ألسنتنا الله أكبر أكبر من كل شئ أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم (وأكيد مبنقولش الله أكبر
الله أعظم )ولكن نستشعر ذلك بقلوبنا..
ثم حينما يقول أشهد ألااله الا الله ...نقول أشهد ألا اله الا الله نشهد أيضا بقلوبنا قبل ألسنتنا أنه لا معبود بحق الا الله...
وكذلك مع أشهد أن محمد رسول الله ...نعلم أنه رسول الله حقا أوامره خير لنا وطاعته سبيل نجاتنا...
ثم بقول المؤذن حى على الفلاح...نستشعر يااااااااه هنا الفلاح والله
لا فلاح الا فى طاعة الله ولا فلاح الا برضى الله هيا بنا الى فلاحنا
والله فلاحنا فى الدنيا والاخرة...
ثم حينما نقوم للوضوء ونستشعر ذنوبنا التى فعلنا بأيدينا
وأعيننا وأذننا وخطونا اليها بأرجلها
وتستشعر أنك حينما تغسل هذه الاعضاء كما تتساقط الاوساخ
تتساقط السيئات يااه تتساقط سيئاتنا يالا رحمة ربى..
وبعدها حانت اللحظة الحاسمة
حان موعد وقوفك بين يدى ربك سبحانه وتعالى
حان موعد اللقاء الذى تنتظره حتى تشكوا اليه من كثرة ذنوبك
وترجوا رحمته وتقول ياااارب
يبدأ اللقاء بقولك الله أكبر وتستشعر أن الله أكبر من هموم الدنيا
أكبر من مشاكل الدنيا وتنسى كل صغير وحقير أمام الكبير العظيم
والله اننى الأن بين يدى الكبير العظيم ما يشغلنى عنه
انها لحظات قصيرة لاسبيل لإضاعة هذه الفرصة..
وبعد دعاء الاستفتاح تبدأ فى قرأة الفاتحة...
التى قال عنها رسول الله عن رب العزة قال قسمت الصلاة بينى
وبين عبدى قسمين(ويقصد بالصلاة الفاتحة)
فاذا قلت الحمدلله رب العالمين ...قال الله حمدنى عبدى
استشعر أخى انك بقولك الحمدلله رب العالمين ..يقول الله
عنك عبدى يااالها من فرحة تكررها مرارا الحمدلله رب العالمين..وتستشعر نعم الله عليك وتحمده عليها
هو الذى خلقك وسواك وعدلك
هو الذى رزقك وشفاك من مرضك
ثم تقول الرحمن الرحيم...وتستشعر رد الله عز وجل أثنى على عبدى يالها من كلمة عبدى يقولها الله فيك وتعلم أنك تعبد اله رحمن رحيم وأوامره
كلها رحمة لك فأى أمر وان تخالف مع هواك قل ربى رحمن رحيم وأوامره رحمة بى...
وتقول مالك يوم الدين...قال الله مجدنى عبدى وتعلم ان هناك يوم الله مالكه يوم ترد فيه الى الله يوم عنده تجتمع الخصوم ولا يبقى لك الا الله وتعزم
على أن تعمل لهذا اليوم...
ثم تقول اياك نعبد واياك نستعين...يقول الله هذا بينى وبين عبدو ولعبدى ما سأل ياه يالجمال هذه الكلمة ولعبدى ماسأل..
تبدأ الأن تسأل الله وتقول اهدنا الصراط المستقيم ...لا تنسى قول الله ولعبدى ماسأل فتكرر وتلح اهدنا الصراط المستقيم..
وتحدد أى صراط وهو صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.....ويقول الله هذا لعبدى ولعبدى ما سأل...
فوالله ان أثر هذه المناجاة لأثر عظيم لا يعدله شئ...
وتبدأ تشرع فى تلاوة أيات من كتاب الله الذى هو كلامه عز وجل.
ثم تقل الله أكبر..حتى تنتقل من هذا الوضع الى وضع أخر
ألا وهو وضع ركوعك وانحناءك لربك وتقول فيه سبحان ربى العظيم ...وتستشعر فى ذلك الموقف عظمة الله وحقارتك أيها الانسان وأنك لا تسوى
شيئا يالعظمة الخالق سبحانه..
ثم تقول سمع الله لمن حمده ..ولتعلم أنك قلت سمع الله لمن حمده وتقول ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا دائما مباركا فيه ملئ السماوات وملئ
الارض وملئ ما شئت من شئ بعد أهل الثناء وأهل المجد أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد....الله يسمعك وأنت تحمده وتثنى عليه....
ثم تقل الله أكبر...هاقد حان وقت اقترابك من الله عز وجل
وقت تكون فيه أقرب الناس الى الله وتسرع وأنت فى هذا القرب أن تشكوا الى الله ربك بعد قولك سبحان ربى الأعلى واستشعارك علو الله وتبدأ فى
سؤال العظيم العلى وتشكوا اليه الهى أشكوا اليك ذنوبى التى لا أستطيع حملها الهى أشكوا اليك قسوة قلبى الهى أشكوا اليك كثرة ذللى الهى أشكوا
اليك ضعف همتى
الهى أسألك رضاك عنى ارضى عنى ياكريم ارضى عنى ياحليم
الهى أعوذ بك من سخطك والنار الهى لا تعذبنى فأنت على قادر
الهى أسألك الجنة وما قرب اليها من قول أو عمل..
ثم تقل الله أكبر
وتقل رب اغفر لى رب اغفر لى رب اغفر لى
وتنتقل مرة أخرى لإقترابك من الله ..
ودائما تذكر نفسك بقولك الله أكبر انك لا تستطيع أن تنشغل وأن بين يدى الكبير..
أخى فالله لا يمل حتى نمل
نحن من نبدأ اللقاء ونحن أيضا من ينهيه
يالعظمة ربك اذا أردته فهو معك يرعاك ويحفظك..
من أجل هذه الصلة كانت الصلاة نورا يكتسب بها الانسان نورا فى قلبه،ويبدو ذلك على وجهه،ثم فى قبره وحشره..
الحمدلله الذى فرض علينا الوقوف بين يديه خمس مرات فى اليوم
والذى قال ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه..
فالطريق الى حب الله الاكثار من النوافل..
أبعد هذا كله نؤخر الصلاة أو أن نتركها..
لا والله فلتتعلق قلوبنا بالمساجد والصلاة..
ولننتظر هذا اللقاء ...
وبعد فراغنا من الصلاة ننتظر الاخرى..
ولاسيما صلاة الليل والناس نيام فهى علامة حبك لله..
والله لن نضيّع ذلك الفضل وهذه الراحة والسكينة...
ومن اليوم سنكون فى أوائل الصفوف فى الصلاة
ومن الليلة سنكون من القائمين بين يدى الله نرجوه وندعوه..
انه حقا لأهل الليل فى ليلهم أكثر لذة من أهل اللهو فى لهوهم .
أخوتى والله أحبكم فى الله..
لا تنسونى من دعاءكم وأنتم واقفون بين يدى الله ..
الحمدلله أن الله ربى
الحمدلله أن الاسلام دينى
الحمدلله أن محمد رسولى.